ما يراهُ الأعمى

هل تعرضت لعملية احتيال من قبل؟

ما هو شكل المخادعين؟

قد يتبادر لذهنك أشكال مختلفة للخداع، صورةٌ نمطية عن المخادعين بمختلف المجالات، وما هي أشكالهم وأفعالهم إلا أن هناك مخادعون مجهولون يعيشون بيننا ونرى خداعهم يوميًا ومع أدنى استطاعةٍ في التغلب على هذا الخداع.

يرتدون الملابس التي نرتدي ولا يحتاجون إلى التخفي أو التنكر ولكنهم محتالون حقًا!

هل جلست ذات يوم حيرانًا، مكتئبًا، باكيًا ولا مجال للابتسام حتى ثم يظهرُ لك من بين الجموع أحدهم ليربت على كتفك ويبتسم في وجهك ويبدأ بمواساتك ويُغدق عليك من الكلام العذب المُريح فتهدأ نفسك وتتنفس الصعداء وتشكرهُ على لطفه، فيمضي بعيدًا.

وبعد مرور الوقت تعودُ لمشكلةٍ أُخرى فيظهر أحدهم يُمسك بيدك وتنظرُ إلى عينين حانية ويتمتمُ بحديثٍ ملؤه السكينة ويكأن الذئب غدا حملًا وديع!

يختفي طيفه ويبقى أثره حيث أن الأمر لا يشبهُ هذه الأمثلة الخيالية كثيرًا، بل إنه أكثر ابهارًا منها.

إنهم الحالمون الجادون في الأرض المبدعون الذين نرى أثرهم، وكل ما تكسّر في نفوس العالمين جاءوا لترميمه.

لا يطلبون شيئًا من أحد، إن هدفهم أن يكونوا في تمام الرضى عن أنفسهم. بل إنهم كلما اساء الناس زادوا في الحِلم، من نُبل أخلاقهم لا لضعفٍ في نفوسهم، وتراهم في تطورٍ مستمر يخطون آلاف الخُطى وهم في أماكنهم لقد استثمروا جُل أوقاتهم في اقتناص الفرص إذ يستطيعون أن يروا شكل الحزن بداخلك، يعرفون تمام المعرفة الوقت الصحيح للانسحاب، مهما جُرحوا فهم يصفحون لهدفٍ أسمى.

أولئك الذين إذا رأيتهم ظننتَ أنهم لم يذوقوا ألمًا قط فحديثهم أدب، ومجردُ استماعهم لك دواء، الكثيرُ منهم قليل.

إن محاولاتهم وجهدهم وجهادهم في صُنع نموذجٍ رائعٍ للإنسان السوي جعل منهم نجومًا في الأرض.

فكّر بأحدهم للحظة سترى الكثير من السطور هنا تصفُ القليل من شخصه، إنهم أسرفوا في العمل على أنفسهم ولربما كان هذا اسراف يحمدوا عليه.

لقد استطاعوا إن يوهموا الجميع بأن الحياة وردية وأن هناك في كل طريقٍ سُدَّ أمل، لقد ظهروا للبقية بثوبٍ ناصعِ البياض وفي أبهى حلة ومن خلفهم توجد الرُقع، فاستحقوا أن يُخلدوا في هذه الدنيا لا لشيء سوى الطُهر الذي يراه الأعمى وينطقُ به الأبكم؛ إنهم وكلما أظلمَ قنديلٌ في الأرض استنار الباقون بذكرهم.

تواصل معنا

كُن أقرب إلينا

تواصل معنا
أنا ديتيلزر كيف أقدر أخدمك ؟
هلا ..
أنا ديتيلزر كيف أقدر أخدمك ؟